تفتقر المكتبة العربية إلى مراجع تعنى بالطب النفسي تحديدا، أما في الاختصاصات الطبية الأخرى فالأمر مختلف، ان تجد الكثير من المراجع الأساسية وأمهات الكتب الطبية في المكتبات الطبية. ولعل عدم توفر كتب الطب النفسي العربيه يعود الى قلة المهتمين بهذا الاختصاص في السابق والانتشار البطيء لهذا الاختصاص في العالم العربي. وهذا ما يفسر الخلط الخطير بين الطب النفسي وعلم النفس والفلسفة في أذهان الكثيرين حتى المثقفين منهم. إذ أن أقلية من الناس تعرف ان الطب النفسي هو اختصاص طبي قائم بذاته وهو علم كباقي العلوم الطبية رغم تمييزه عنها جميعا. إذ يستفيد الطب النفسي من كافة العلوم الطبية ومن علم الأحياء وعلم الاجتماع وعلم الظواهر وعلم النفس وعلم الوراثة وعلوم اخرى. لعدم وجود آلية سببية واضحة تفسر الاضطرابات العقلية فقد انصبت جهود هائلة على وضع تصنيف يحتكم إليها لتشخيص الاضطرابات النفسية تكون جسرا بين الأطباء النفسانيين في العالم في استعمال لغة طبيبة نفسية واحدة وايضا لجمع المعلومات الإحصائية واستخدامها في الدراسات والأبحاث.
من أبرز التصانيف التي ظهرت التصنيف الدولي للأمراض، تصنيف الأمراض النفسية والسلوكية ICD-10، والدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية الذي نضعه بين يدي القارئ العربي.
ما يميز هذا الدليل هو اللغة السهلة التي يستخدمها وتوضيح الحدود بين الاضطرابات والمشكلات النفسية ووضع معايير محكمة للاضطرابات تسهل مقاربتها، وقد تكون هذه الصفحات بالنسبة للبعض قيودا على رحابة الفكر وسلامة مبالغ فيها، غير أن فوائده تفوق كثيرا ما يؤخذ عليها إن كان في البحث العلمي أم في الممارسة السريرية.
هذا الدليل يقدم فائدة كبيرة للطبيب المقيم كما الاختصاص في طب النفسي وحتى للأطباء من الاختصاصات الأخرى والعاملين في الصحة العقلية وكلية علم النفس وقد يجادل البعض على جدول تعريب الطب وهو أمر بدأت أصوات كثيرة تنادي بإلغائه ولكن إذا كان ذلك يصح على الاختصاصات الطبية الأخرى فإنه لا يصح على الطب النفسي بالدرجة الأولى في الطبيب النفسي العربي معني بمريضة ولغته وهي أداة تواصل مهمة في الطب النفسي والمقابلة النفسية كما أن مفاهيم الطب النفسي ومجالاته لن تكون متاحة للناس الا بلغتهم الأم، لكن التعريب يجب أن يصرفنا عن ضرورة امتلاك لغة في فوره تعريب الطب، ودفع الطلاب والأطباء الذين يتعلمون الطب باللغه العربيه فقط ثمنه ولا يزالون.
تقدم المعايير التشخيصية النوعية لكل اضطراب عقلي كارشاد لوضع التشخيص لأنه قد تبين ان استخدام مثل هذه المعايير يعزز الاتفاق بين الأطباء والسروريين والباحثين، يتطلب الاستخدام الصحيح لهذه المعايير تدريب سريري متخصص يقدم كلا من حجم معلومات ومهارات سريرية.
تعكس هذه المعايير التشخيصية وكذلك تصنيف الـ DSM-5 للاضطرابات العقلية إجماعا على الصياغات الراهنة للمعرفة المترقية في ميداننا، بيد أنها لا تكتنف جميع الحالات التي يمكن أن يعالج الناس منها أو تلك التي قد تكون موضوعات ملائمة للجهود البحثية.
إن غرض الـ DSM-5 هو تقديم توصيفات دقيقة الفئات التشخيصية لكي يمكن الأطباء السريرين والباحثين من تشخيص ودراسة ومعالجة الناس ممن لديهم اضطرابات عقليه مختلفه والتواصل بشأنهم ينبغي أن يكون مفهوما أن اشتمال هذا الكتاب، لأغراض سريرية وبحثية، على فئه تشخيصية مثل المقامرة المرضية او عشق الاطفال ( الغلمان) لا يعني ان الحاله تحقق معايير قانونية أو غير طبية أخرى مجيزة تحديد مفاهيم المرض العقلي أو الاضطراب العقلي أو العجز العقلي. إن الاعتبارات السريرية والعلمية التي ينطوي عليها تصنيف هذه الحالات على أنها اضطرابات عقلية، قد لا تكون متصله كليا بالاحكام القانونية مثلا تلك التي تأخذ في اعتبارها قضايا مثل مسؤوليه الفرد وتقرير العجز والاهلية.
DSM-5
تحميل الدليل التشخيصي الإحصائي النسخة الخامسة باللغة العربية DSM-5 (هنا بصيغة PDF)